التسرب الدراسي دوافعه وأسبابه
صفحة 1 من اصل 1
التسرب الدراسي دوافعه وأسبابه
التسرب الدراسي دوافعه وأسبابه بقلم:محمد البوزيدي- المغرب
يعتبر التسرب الدراسي ظاهرة اجتماعية –تربوية مثيرة للجدل من حيث أنها تخترق المجتمع فتجعل المجهودات المبذولة في ميدان التربية والتكوين لتحقيق مبدأ التعميم والرفع من المستوى التعليمي للتلاميذ تذهب أدراج الرياح ، فلا تحقق أهدافها المتوخاة بالشكل الذي ينتظره كل من له علاقة بالتلميذ سواء الأسرة أوالمدرسة أو المجتمع.
إنها ظاهرة معقدة تأتي نتيجة منطقية لتظافر مجموعة من العوامل التي تتداخل وتتحد لتجعل الطفل خارج سور المدرسة بطريقة أو بأخرى ،بوعي أو بدون وعي.
فما هي أهم العوامل التي تسرع وتؤدي للتسرب الدراسي؟
1*العوامل الإقتصادية :مع استثناءات قليلة وشاذة ،يعتبر الوضع الإقتصادي للأسرة محددا حاسما في مسار التلميذ الدراسي .إذ أن الوضع المريح –ولو نسبيا –هو الذي يضمن له عادةالإستقرار المتكامل الذي يمكنه من مواصلة حياته الدراسية وتوفير كل متطلباتها وأعباءها المختلفة.
لكن هل الوضع الإقتصادي للأسر في المغرب مستقر لينعكس إيجابا على مسار التلميذ ؟
قد تختلف الإجابة حسب الأسر ،لكن الملاحظ البسيط يحسم أن أغلب العائلات ذات دخل منخفظ أو متوسط في أحسن الأحوال،ولا تخفى الآثار السلبية لذلك على الطفل خاصة إذا اقترن بعوامل اجتماعية أخرى.
1-1إن عدم كفاية الموارد المالية للاسر ذات الدخل الضعيف والمتوسط أيا كان مصدرها يجعلها تعيش في أزمات متواصلة لتحقيق الإكتفاء الذاتي المعيشي لأفرادها بجميع الأساليب لتغطية نفقات الكراء والغذاء والملبس والصحة والتعليم و..و..وهذا ما يؤدي إلى استعانتاها بشكل موسمي أو دائم بعضلات كل من يقدر على شبه عمل ،ولن يكون المقصود هنا سوى التلميذ.
إن هذه العملية قد تعطي نتائج مؤقتة تجعل الأسر –خاصة في الوسط القروي وشبه القروي-تحبذ عمل أطفالها على مواصلة تمدرسهم الذي يحتاج إلى تكاليف إضافية ،ويزداد الأمر فداحة بالتعبئة الحاصلة في المجتمع - بوعي أو بغير وعي- بعدم أهمية المدرسة بدليل بطالة الخريجين الجامعيين الذين لم تسلم منهم أية أسرة.ولا تخفى الآثار السلبية الخطيرة لهذه العملية التي قد يتحمل فيها الآباء مسؤوليات كبرى إذ تجعل طفولة التلميذ جحيما لا يطاق فضلا عن انتهاك حقه في التعليم .
2-1إن حاجة الأسرة في بعض الحالات لمعيل قد يدفع الطفل خاصة البكر للخروج من المدرسة قصد المغامرة في الحياة من أجل ضمان لقمة خبز تواصل بها أسرته الصغيرة مشوارها في الحياة ،ويبرز هذا عند وفاة الأب أو تطليق الأم مثلا.
*2العوامل الإجتماعية : تعتبر "البيئة الإجتماعية مجالا حيويا لفعل التربية ،كما أنها الإطار الإجتماعي الشامل الذي يتفاعل فيه الفرد والذي تتكون من خلاله شخصيته"وتتكون هذه البيئة من الأسرة والمدرسة والمجتمع.
1*2الأسرة:هي أول بيئة يتفاعل الطفل معها وداخلها ،وتعتبرمصدر خبرات وتجارب الطفل .تؤثر عليه وتشكل سلوكه ،وتنمطه باتجاه معين سلبا أوإيجابا ،كما أن العلاقات داخلها تلعب دورا محوريا في "بناء الصحة النفسية والكفاءة الكلية لشخصية"الطفل ،فهي بذلك تمثل قاعدة لكل المؤسسات الأخرى.
وتتكلف الأسرة بوظائف عديدة أهمها"تهيئة فرص الحياة للأفراد ،وإعدادهم للمشاركة في المجتمع وتقديم الدعم الإقتصادي والنفسي لأفرادها"
لكن قد تتجاوز الظروف الأسر في بعض الأحيان وتجعل دورها سلبيا في علاقة طفلها بالمدرسة،ويمكن تلمس ذلك من خلال الوضعيات الآتية:
1*1*2انتقال الأسرة وعدم استقرارها لمجموعة من الظروف المتغيرة والمرتبطة بالحياة اليومية وتداعياتها أو بعمل معيلها. فالإنتقال من مكان لآخر يؤثر على الإستقرار النفسي للتلميذ مما قد يخلق له توترات داخلية تؤثر بدورها على مساره الدراسي خاصة من ناحية الإستعداد لمواكبة الدروس واحتمال انخفاض مستواه،وإحساسه بعدم القدرة على المواكبة مما يؤدي به إلى الإقتناع بمغادرة المدرسة على تحصيل نتائج سلبية تضخم له العقد النفسية التي بدأت في التشكل لديه.
2*1*2يلعب الوالدان دورا محوريا في نمو الطفل وتطور شخصيته ،إذ يفترض أنهما يهبان الحنان ويعلمان النظام عبر آليات الثؤاب والعقاب ،ويشجعان بعض السمات المتميزة كما يتكلفان بالمتابعة والرعاية الدائمتين للمسار الدراسي للتلميذ من جميع النواحي :دراسيا ،اقتصاديا ،اجتماعيا..
لكن قد تتدخل عوامل أخرى تؤدي إلى إهماله وعدم مراقبته ومواكبة الدراسة كالأمية وكثرة الأشغال والإنشغال بالمشاكل الحياتية المتنوعة لضمان لقمة العيش .وهذا ما قد يعد بداية مؤشر على عدم مواصلة التلميذ لدراسته بالجدية المطلوبة مادام أن المجهودات التي تبذل داخل المدرسة تحتاج للدعم والتقوية في المنزل .بل قد يزداد الأمر فداحة إذا اقترن الإهمال في المنزل بعنصر آخر خارجي وهم رفاق السوء.
3*1*2”إن الأبعاد الإقتصادية الإجتماعية والثقافية والدينية وغيرها يعكسها الإطار العام للعلاقات الأسرية تلقي بظلالها على الحياة الأسرية ،فتخلق جوا اجتماعيا ونفسيا يؤثر بشدة في تربية الطفل وتكوين شخصيته "ومواصلة مساره الحياتي .لكن قد يحدث أن ينمو الطفل داخل أسرته بشكل مضطرب وغير عادي ،مما يحول دون الإستذكار والتحصيل ،فيؤدي هذا الخلل –النفسي بالدرجة الأولى-إلى حدوث انفصام داخلي تظهر تجلياته في تراجع المستوى الدراسي.
ويلعب الطلاق دورا كبيرا في هذا المجال ،إذ أن افتراق الأب عن الأم قد يكون سببا غير مباشر لتسرب التلميذ خاصة مع نتائجه الوخيمة التي يمكن جرد بعضها في النقط الآتية:
1. فقدان الإستقرار النفسي المفترض والمتجلي في عيش الأب والأم في أسرة واحدة.
2. احتمال انتقال الطفل إلى أسرة أخرى لا علاقة لها بالطفل ،وقد لا توفر له الجو العام المناسب لمواصلة دراسته فتكون النتيجة الطبيعية هي مغادرة صف الدراسة .
3. تراجع الإهتمام والرعاية الكافية المفترضة من قبل الأبوين.
4. يؤدي الطلاق إلى إحداث صدمة قوية لهم خاصة للصغار الذين لا يزالون في حاجة لرعاية مركزة.
5. إن تمزق النسيج الأسري الذي كان يحمي الطفل يؤدي لتدهور صحته وانهيار معنوياته.
وقد دلت العديد من الدراسات النفسية والإجتماعية التي أجريت على أطفال الأسر المفككة بفعل الطلاق أنهم يتعرضون للعديد من الإنحرافات السلوكية بفعل تجردهم من مناخ أسري صحي ومن كنف الوالدين اللذين يشعرانهم بالأمن والأمان ويجنبانهم الإضطرابات المختلفة.
2*2المجتمع:من المعروف أنײ حياة الفرد تتجاذبها جملة من التأثيرات المتنوعة في تعبيرها وتجلياتها ،وذلك من خلال تفاعله الدائم والمستمر مع الآخرين ،سواء أكانوا أفرادا أو جماعات ،وتبعا للمواقف والوضعيات الإجتماعية المختلفة ،وموقع الفرد ضمن دينامية التفاعل هذه يحدث أن يكون فاعلا ومؤثرا ومنتجا للوقائع ،كما أنه يستجيب لمؤثرات البيئة بمكونها الطبيعي أو الإجتماعي.”
ويمكن التطرق لبعض هذه المؤثرات الإجتماعية كما يلي:
+رفاق السوء:إن طبيعة الإنسان الإجتماعية تفرض عليه الإحتكاك والإختلاط مع الآخر ،والتعامل معه،ولأن الطفل يكون مندمجا في سنوات عمره الأولى مع أطفال آخرين للتحدث واللعب معهم....لكن أحيانا قد يصنف هؤلاء في خانة رفاق السوء .إذ أن طبيعة تنشئتهم في الأسرة والمجتمع تؤثر على أخلاقهم فيصبحون عالة من خلال ممارساتهم لمسلكيات مشينة والتي لن تجد من الأفراد المفترض فيهم التوجيه سوى عدم الإكتراث وغياب المراقبة .
إن هذه الرفقة قد تؤدي بالطفل لعدم إيلاء أهمية للمدرسة وتعويضها بمسلكيات أخرى للهو والعبث مما يفرز آثارا جانبية لها علاقة بمساره الدراسي كالغياب وعدم أداء الواجبات المنزلية و..و..مما قد ينتج عنه الإنسحاب التدريجي من المدرسة خاصة إذا تظافرت عوامل الأسرة المتحدث عنها سابقا.
+ تمثل الآباء للمدرسة :لقد ارتبط تمدرس الأطفال في مرحلة تاريخية معينة ،بنظرة الآباء النفعية للمدرسة "كوسيلة استثمار اقتصادي واجتماعي لتساهم في الدخل الأسروي الذي يمكن من مواجهة متطلبات الحياة المعيشية" وײكوسيلة لإشباع الطموحات وتحقيق التطلعات الإجتماعية المختلفةײ
لكن وضعية حاملي الشواهد الجامعية المختلفة عززت لدى مختلف الأسر خطأ التمثلات السابقة مما يدفعها لمحاولة توجيه أبنائها مبكرا للأعمال الحرة أو إتقان حرفة معينة عوض مواصلة الدراسة.
*3العوامل التربوية
تعتبر المدرسة "مؤسسة متخصصة أنشأها المجتمع لتربية وتعليم صغاره نيابة عن الكبار الذين منعتهم مشاكل الحياة وحالت دون تفرغهم للقيام بترية صغارهم .كما أن تطور الحياة وتعقيدها نتيجة لتراكم الخبرة البشرية والتراث الثقافي حال دون إلمام الكبار به واستلزم وجود متخصصين في مجالات العلم والمعرفة."
لكن إلى أي حد استطاعت المدرسة القيام بهذه الادوار كاملة بل ألا يمكن أن يكون لمحيطها الداخلي دور ما في دفع التلاميذ لمغادرتها عكس المأمول والمنتظر ؟
إن بعض المؤشرات قد تدل على ذلك وهذا ما نقصده من العوامل التربوية ،أي الدوافع التي تؤدي إلى التسرب الدراسي المرتبطة بالمدرسة والمدرس .
1**علاقة المدرس بالتلميذ :يلعب المدرس دورا كبيرا وفعالا في قبول أو رفض التلميذ للمدرسة فإذا كان محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية الإجتماعية كلما كان محبوبا وكانت المادة سهلة وسلسة لتقبلها وبذلك يحب التلميذ المدرسة والمادة،وعلى العكس من ذلك إذا كان المدرس متسلطا، ويأخذ بمبدإ الأمر والنهي في أسلوبه ،وطريقة تعامله قاسية فسيكون الوضع مختلفا. حيث سيكره التلميذ المدرس والمدرسة فيسلك أساليبا ملتوية في التعامل، فنرى شخصيته تضعف وينتابه الخوف من المدرس .ومع تطور الأحداث قد يهرب أو يتقاعس عن الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض ،وقد يصل الأمر إلى الكذب أو الخروج من المنزل بحجة الذهاب إلى المدرسة ويغير وجهة سيره إلى أماكن أخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليرجع لمنزله كأنه قادم منها .
أ**العنف:يعرفه علماء التربية علىأنه " كل أنواع السلوك المتسم بالطابع العدواني يوجهه أحد إلى آخر لإجباره على القيام بسلوك معين يؤدي إلى جملة من الأفعال التي يترتب عنها نوع من الأذى النفسي والمادي كالسب أوالشتم أو التجسس أو العزل الإجتماعي."
ورغم وجود ترسانة قانونية هامة تحذر من استعمال العنف والإلتجاء إليه .فمازال الواقع خلاف ذلك وإذا كانت حالات العنف الجسدي قد خفت نسبيا فمازال العنف معتمدا في المدارس بطريقة أو بأخرى خاصة العنف المعنوي.
إن النتيجة الطبيعية للعنف هي حدوث شرخ عميق في العلاقة الوجدانية المفترضة أن تربط بين الطفل/التلميذ الذي هو في حاجة إلى الحب والتفهم والتقبل وتقويم سلوكاته لتحقيق صحته النفسية والإجتماعية ورجل التربية المفترض فيه العمل على تفتح شخصيته وتعميق احترام حقوقه وحرياته الأساسية.
ولا يخفى علينا تمثل التلميذ لرجل التربية داخل أو خارج الفصل الدراسي وجعله قدوة ونموذجا مثاليا في الحياة يقلده ويسعى لإرضائه، ويتأثر به إيجابا أو سلبا ،لكن بالمقابل قد تكون بعض المسلكيات عاملا مساعدا على نفور التلميذ من المدرسة خاصة إذا اقترنت بالعنف وبظروف خارجية أخرى للتلميذ.
لقد أثار العنف تحليلات عدة ووجهات نظر متاباينة وإذا كنا ندرجها كعامل مسرع للتسرب الدراسي فإننا نكتفي بطرح أسئلة مفتوحة تعتبر بمثابة محاولة متواضعة لتحليل دوافع استعمال العنف في الوسط التربوي وذلك من وجهات نظر مختلفة.
• -هل العنف> نتاج ترسبات التربية الوالدية التي تظل حاضرة شعوريا ولا شعوريا في الممارسة التربوية الآنية للمدرس المغربي ؟ولما كانت التربية تلقينية فشخصية المدرس)المدرس في الحاضر /الطفل الماضي( المشروطة بهذه السلوكات تعيد إنتاجها في الغالب مع التلاميذ في الحاضر لا شعوريا في الغالب وشعوريا أحيانا أخرى <.؟
• هل العنف تفجير لكبت داخلي للمدرس خاصة أن " الذي تربى على صرامة الأب وعلى سلطة العقاب في الطفولة لن يتحرر من فعاليات تلك التربية التي لن تنفك عن توجيه واع وبدون وعي لسلوكه الفردي والإجتماعي في بيته وفي مهنته وفي سائر نشاطاته؟"
• هل العنف نتاج ضعف التكوين والأمية التربوية " إذ أن معظم المعلمين في العالم العربي غير مطلعين على طرائق التعليم الحديثة،وليس في ذهنهم سوى فكرة غامضة عن حاجات النمو الخاصة عند الطفل وبالتالي فإنهم يعاملون الأطفال بشكل كثيرا ما يؤدي إلى كبت نموهم العقلي والعاطفي ؟"
• هل العنف طريقة للتعامل مع الطفل " الجانح" ؟ وهل هو نتيجة موضوعية لتمثل المدرس للطفل/التلميذ״ الفاشل المتأخر ״ على أن " معاق ثقافيا " وما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على عملية التربية والتحصيل الدراسي؟أليس هذا عنف مزدوج؟
والخلاصة أنه بغض النظر عن دوافع استعمال العنف فيجب معالجة كل الإشكالات التي تطرح داخل المؤسسة بما يقوم التلميذ ويرفع معنوياته حتى لا نساهم جميعا في تشكيل عقد نفسية للطفل تنضاف لمشاكل أخرى لن يكون التسرب سوى أحد تمظهراتها ونتائجها الموضوعية فنكون مساهمين في إيجاد وضعيات عويصة عوض توخي نهج الإصلاح.
***عدم تلبية حاجيات الطفل :فقد يشعر التلميذ أن المدرسة لا تلبي له حاجاته النفسية والفكرية المختلفة ويزداد الامر صعوبة إذا اقترن ذلك بسوء توجيهه الدراسي ،أو كثرة الإمتحانات أو صعوبات أخرى في التمدرس مما يجعله يفضل الإنسحاب من المدرسة وهجرها عوض״ هدر الوقت وضياع المستقبل والمال״كما يعتقد.
****إن الطرق التربوية والمناهج التعليمية المتبعة خاصة التلقينية منها وعد م فعاليتها في إثارة الدا فعية للمتعلمين قد تلعب دورا في التسرب خاصة ادا قترنت بكثرة أعداد التلاميذ في الاقسام وتضخم المقررات وضغط الساعات المدرسية مما قد لا يعطي راحة للاطفال، و قدرتة على الموا كبة و تتفاقم المشكلة عند تد خل الاباء في اختيار شعب دراسة الا بناء قد لايواكب تطلعاتهم.
*** البيئة المدرسية و المقصود بذلك طريقة النظام التعليمي المعتمدة في التعامل مع الطفل.
" فقد يكون نظاما صارما جامدا يستند إلى العنف والقسوة وتوقيع العقاب كوسيلة علاجية.
وقد يكون نظاما سائبا متراخيا خاليا من الرقابة والضبط، مما يشجع على الفوضى والهروب من المدرسة خاصة أن الطفل يغلب عليه الأخذ بمبدأ اللذة وتجنب الألم .والرغبة في إشباع رغباته دون اعتبار للواقع وضغوطاته الإجتماعية والحضارية التي قد تحد من هذا الإشباع "
إن كلا النظامين قد يؤدي للتسرب الدراسي، فقد تطرقنا من قبل للعنف ودوره في دفع التلميذ ليتخذ موقفا سلبيا من المدرسة ،وفي الإحتمال الثاني تكون النتيجة الدراسية سلبية والنقط الضعيفة مما يؤدي إلى التكرار المتواصل .
لذلك فإن اعتماد النظامين بشكل متوازي يظل ضروريا، وإتباع مرونة تضبط التلميذ دون الحد من قدرته ودفعه للإحساس أنه في سجن خاص.
***الغربة عن النظام التعليمي والتي يفرزها التكرار والذي يحيل على احتمالين:
-1الطرد من المدرسة بقوة القانون .
-2تفضيل التلميذ الإنسحاب على مواصلة الدراسة وتتزايد هذه الرغبة مع شعوره أن قدراته العقلية لم تعد قادرة على مواكبة الدروس وما ينتج عن ذلك من حرج أمام زملائه خاصة إذا اقترن هذا الإحساس بكراهيته للفشل فتصبح المدرسة في نظرهײ خبرة غير سارة مما يدفعه إلى البحث عن خبرة سارة في مكان آخر غير المدرسةײ.
1*د منير المرسي سرحان:في اجتماعيات التربية الطبعة الثالثة 1981ص173
2*نفسه ص 180
3*نفسه ص 185
4*د أحمد أوزي :الطفل والعلاقات الأسرية ص 160
5*د منير المرسي مرجع سابق
6*د أحمد أوزي مرجع سابق
7*أصدرت وزارة التربية الوطنية مذكرات عديدة حول الموضوع كانت آخرها مذكرة رقم 99/06حول ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية بتاريخ 1999/09/23 وما جاء فيها״ قامت الوزارة في إطار تتبعها للممارسة التربوية برصد بعض الحالالت لاستعمال العنف بعدد من المؤسسات التعليمية بين المربين والمتعلمين ،وتتنوع أشكال هذه الظاهرة بين العنف الجسدي والعنف النفسي .وفرض الرأي بصفة تسلطية وكبت حرية التعبير ،ويمس هذا العنف خاصة الأطفال مما يخلق ردود أفعال ضد المدرسين والمربين من طرف الأطفال وآبائهم و أوليائهم.
وغير خاف على الأطر التربوية وعلى مجموع الأسرة التعليمية مالاستعمال العنف والكبت والتسلط من آثار سلبية خطيرة على النمو العقلي والنفسي للأطفال وعلى استقرار ومردودية المدرسين.هذا فضلا عن تناقض هذه الأساليب مع مبادىء الحرية وحقوق الطفل وثقافة الحوار والإنفتاح التي تحرص بلادنا على ترسيخها وتنميتها.
لذلك أهيب بكافة الأطر التعليمية وأطر الإدارة التربوية أن تتجنب بصفة مطلقة استعمال أي شكل من أشكال العنف الجسدي أو النفسي على التلاميذ نوأن تعمل على نهج أسلوب الحوار وتشجيع حرية إبداء الرأي والتعبير داخل الفصول وفي فضاءات المؤسسات التعليمية بشكل عام ״
يذهب الأستاذ أحمد شبشوب أن العنف استعمال غرائزي ولا عقلاني لقوة من شانه أن يدخل اظطرابا على النسق الإجتماعي .مجلة علوم التربية العدد 1992/3ص32.
يعتقد د أحمد أوزي أن تحديد العنف أمر صعب جدا ،فهل هو غريزة فطر عليها الإنسان؟أم رد فعل مكتسب؟أم أن الإنسان عنيف بطبيعته خاصة أن دراسة سلوك الأجناس المختلفة بينت أن العدوانية سمة إنسانية صرفة .فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع ان يمارس عدوانية حقيقية .ولذلك طرح أسئلة مفتوحة :هل هذا السلوك فطري في الإنسان ؟أم هناك مورثات جينية تسبب لديه هذا النوع من السلوك و من ثم تجعله بشكل غير إرادي شخصا عدوانيا .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى